الأربعاء، 20 أبريل 2011

الأسد النائم


تبدأ حكاية الأسد النائم عندما كنت في الثامنة عشر من عمري واللتقيت مع رجل من الهند يتكلم اللغة العربية بصعوبة، وبدأنا نتناقش في وضع الأمه العربية والإسلامية، كنت في غياة التشاؤم وكان هو في قمة التفاؤل، فقد فرح جدا بلقائه بي وببعض الأصدقاء وقال أنتم أحفاد الصحابة أنتم من نشرتم الإسلام أنتم من حررتم أنتم .. وأنتم، فقاطعته بخطاب يحمل في طياته نوعًا من اليأس على واقعنا العربي والإسلامي وبدأت أشرح له ما يحدث في فلسطين وغيرها من الجراح، والعبودية التي حكمنا بها قادت العرب، وختمت كلامي بأن ((العرب نيام))، فبتسم ذالك الرجل الذي شع وجهه نورًا رغم سمارة بشرته وقال لي، بأن الأسد قوي والكل يهابه حتى وهو نائم، والكل يقول الأسد نائم لكنه لا بد أنه سيستيقظ فياهبه نائمًا أو مستيقظًا، والعرب وإن كانوا اليوم نيام فلابد أنهم سيستيقظون، وأعدائهم يدركون ذالك الأمر ويجهزون له وهذا دليل خوفهم منكم.

والواقع الحالي والثورات التي تتوالى عل وطننا العربي والتغيير الذي بدأ يصنعه الشباب العربي، تذكرت كلام هذا الرجل الذي إلتقيت به لمدة لا تزيد عن 30 دقيقة، وأنا أشاهد التحرر من الظلم والدكتاتورية والفاتورة التي يدفعها الثوار من الدماء والدمار، وكلهم يجمع على كلمة واحده (الحرية) هذه الكلمة التي هزت أركان الحكام العرب كالأسد المنقض عليهم، لم نكن نعلم بأن الحكام العرب يخافون من كلمة بل وترتجف قلوبهم من خشية هذه الكلمة، ولكن الشعو العربية المسجونة في بلدانها قررت التحرر وقد فات قطار العبودية وبدأ الأسد بالاستيقاظ.